حالات واتس اب نزار قباني
أمي لا تتعاطى العلاقات العامة , وليس لها صورة واحدة في أرشيف الصحافة , لا تذهب الى الكوكتيلات وهي تلف ابتسامتها بورقة
سلوفان , لا تقطع كعكة عيد ميلادها تحت أضواء الكاميرات , لا تشتري ملابسها من لندن وباريس وترسل تعميما بذلك إلى من
يهمه الأمر , لا توزع صورها كطوابع البريد على محررات الصحف الاجتماعية , ولم يسبق لها أن استقبلت مندوبة أي مجلة
نسائية وحدثتها عن حبها الأول , وموعدهاالأول , ورجلها الأول , فأمي _دقة قديمة_ ولا تفهم كيف يكون للمرأة حب أول , وثان ,
وثالث , وخامس , وحب واحد , أمي تؤمن برب واحد , وحبيب واحد , وحب واحد.
كيف أفسر هذا الحضور الغياب , وهذا الغياب الحضور , وكيف أكون هنا وأكون هناك , وكيف يريدونني أن أراهم وليس هناك أنثى سواك.
يا عصفورتي الأحلى , ويا أَيقُونتي الأَغلَى , ويا دَمعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّة.
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟ وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ في القلبِ ليس لها شِفَاءْ ؟ أم أنّني وحدي الذي عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ
كل كلامٍ عندهم, مُحرمٌ .. كل كتابٍ عندهم, مصلوب , فكيف يستوعب ما نكتبه ؟ من يقرأ الحروف بالمقلوب.
أريد أن أحيا بكل خليه مني , مفاتن هذه الدنيا بمخمل ليلها الواسع وبرد شتائها اللاذع